مستقبل الحوار في لبنان بين مبادرة "بري" ومقترحات "المشنوق"

الثلاثاء 08/سبتمبر/2015 - 12:39 م
طباعة مستقبل الحوار في
 
تنطلق طاولة الحوار، غدا الأربعاء 8-9-2015، في ظلّ مشهدين متداخلين تتقاطع مفرداتهما حتى الوحدانيّة. المشهد الأوّل الحراك الشعبيّ الأبرز، والمؤثّر بكل ثقله على القوي السياسية، وإعلان بعض القوي السياسية اللبنانية تحفظها ورفضها للحوار الذي دعا إليه رئيس البرلمان نبيه بري.

مبادرة بري

مبادرة بري
فقد أكد رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، أمام زواره أن الحوار هو المنفذ الوحيد للخروج من الأزمات اللبنانية، مشدّداً على أن نسب نجاح الحوار هي إما صفر أو مئة في المئة.
وقال رئيس البرلمان، إن الفشل في الوصول إلى نتائج ينعكس على الجميع، والنجاح كذلك، وحصول الحوار يشكّل حافزاً للدول الكبرى والإقليمية لمساعدة اللبنانيين على تجاوز أزماتهم، كما يشكّل الحوار حافزاً للدول الأخرى في المنطقة التي تندلع فيها الحروب، إلى الاقتداء بلبنان والبدء بحوارات للتوصل إلى تسويات.
وقال بري، إنه سيطرح البنود واحداً تلو الآخر، بدءاً برئاسة الجمهورية، وإذا تعذّر التوصل إلى الاتفاق سيتمّ البحث في البنود الأخرى. وأشار إلى أنه على الأقل يجب أن ينتج الحوار اتفاقاً على قانون انتخابي، تمهيداً لإجراء انتخابات نيابية تعيد لبننة الاستحقاق الرئاسي تمهيداً لإجراء انتخابات رئاسية. وتعليقاً على عدم مشاركة رئيس حزب القوات سمير جعجع في الحوار، أشار رئيس المجلس إلى أن جعجع لم يشارك في كل جلسات حوار القصر الجمهوري، لكن «إذا قاطع طرف آخر، فسأوقف الحوار». ولفت إلى أنه ليس هناك أكثرية أو أقلية في الحوار، وسيتم إقرار أي بند بالتوافق.
وعن التظاهرة التي تحضّر لها مجموعات «الحراك الشعبي» تزامناً مع جلسات الحوار، قال برّي إنه لا أحد يستطيع أن يحاصر المجلس النيابي، مؤكّداً أن مطالب المتظاهرين محقّة، و«غالبية المشاركين هم من الشرفاء الذين تعبوا من انقطاع الكهرباء والنفايات والفساد، إلّا أن هناك بعض المشاركين تحرّكهم أيادٍ خارجية». ولفت برّي إلى أن الأمريكيين لا يخفون تعاطفهم مع «الحراك».
وأعرب في حديث مع «الأخبار» اللبنانية، عن أمله ببدء التواصل الإيراني ــ السعودي برعاية عُمان، معوّلاً على انعكاس الأمر إيجاباً على المستوى اللبناني، وعلى مستوى المنطقة. وكرّر الدعوة إلى إقامة جبهة رباعية إيرانية ــ سعودية ــ مصرية ــ سورية لحلّ الأزمة في سوريا واليمن.
وكان قد أشرنا إلى أهمية مبادرة بري في إنقاذ لبنان، وسط ترحيب البعض وتحفظ الآخر.. للمزيد اضغط هنا 

مقترحات المشنوق

مقترحات المشنوق
فيما اقترح وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق خطة إنقاذ للبلاد من الفوضى تتكون من ثلاث مقترحات: أولا انتخاب رئيس للجمهورية، ثانيا تشكيل حكومة تقر قانون انتخابات عصري، ثالثا إجراء انتخابات تعيد إنتاج النخبة السياسية من الشباب.
وأضاف المشنوق، علي موقع التواصل الاجتماعي "توتير": "منذ ٢٠٠٥ والمحاولات لا تتوقف لجر لبنان إلى الدم والانقسام تحت عناوين عدة فتهتز الدولة ولا تقع".
وأكد وزير الداخلية اللبناني على " أن الحق بالتظاهر مكرس بالدستور لكني لن أتردد في صد شيطنة قوى الأمن الداخلي والاعتداء على عناصرها ولن أتردد في حماية المتظاهرين السلميين والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة".
وشدد المشنوق، على نقاط ثلاثة لمحاربة الإرهاب وهي التماسك الوطني من خلال الحوارات الثنائية واللقاء الحواري، وثانيا الاحتراف الأمني، وثالثا الشجاعة الفقهية.
وأكد وزير الداخلية اللبناني أنه: لا خروج من الأزمة التي وصلنا إليها إلا بالعودة للدستور".

القوي اللبنانية

القوي اللبنانية
مبادرة بري ومقترحات مشنوق، تصطدم برفض رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، الجلوس إلى طاولة الحوار التي دعا إليها رئيس البرلمان اللبناني.
واعتبر رئيس القوات اللبنانية واحد المرشحين لمنصب رئيس الجمهورية، أن الحوار «سيكون مثل الحوارات التي سبقته، وبالتالي مضيعة للوقت».
فيما عبر وزير الصناعة اللبناني والقيادي بحزب الله حسين الحاج حسن، عن أمله في أن يثمر الحوار الذي دعا إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى نتائج من خلال النقاش بين مكونات الحوار لمعالجة عناصر وظواهر الأزمة السياسية في البلد.
وأوضح القيادي بحزب الله، أن الحوار سيناقش العديد من الملفات على رأسها تكريس الشراكة بالمبدأ والتطبيق ومعالجة الملفات الناتجة من الإخلال بهذه الشراكة، وصولا إلى تفعيل العمل الحكومي والنيابي، اللذين عطلا بسبب الأزمات والنزاعات السياسية وصولا إلى معالجة قضايا الناس التي تفاقمت وتعاظمت وأدت إلى احتجاجات شعبية.
وقال الحاج حسن خلال احتفال تأبيني في الهرمل: "الاحتجاجات الشعبية بغض النظر عن النقاش حولها بالشكل والمضمون، تستند إلى إخفاقات عند الدولة بجميع مكوناتها في معالجة هذه الأزمات، ولا يمكن لأحد أن ينكر أصل هذه الاحتجاجات المحقة".
وقد سبق وأشرنا إلى أن تظاهرات بيروت والدعوة إلى الحوار قد تمثل دعم لحزب الله..
بدوره قال عضو كتلة المستقبل النيابي النائب عاطف مجدلاني أن تياره يرحب بدعوة بري "لأن أي حوار اليوم هو مطلب شعبي ووطني ومشاكلنا لا يمكن أن تحل من خارج هذا الحوار، انطلاقا من ضرورة ايجاد حل لرئاسة الجمهورية "

مستقبل الحوار

مستقبل الحوار
بين مبادرة رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، ومقترحات وزير الداخلية نهاد المشنوق، ومواقي قوي "14 و8أذار"، يبقي الوضع في لبنان علي حافة الهاوية والسقوط في مستنقع الفوضى، إذا لم تستجب القوى السياسية في لبنان لمطالب الشارع والتسريع بإنهاء الملفات المختلفة في مقدمتها انتخاب رئيس للجمهورية.

شارك